الخصية عضو بالغ الأهمية لخصوبة الرجال، ونموهم الجنسي، وصحة الإنجاب بشكل عام. فالخصيتان أساسيتان لإنتاج الحيوانات المنوية، والهرمونات الجنسية الذكرية الأساسية مثل التستوستيرون وكميات صغيرة من الإستروجين، كما أنهما ضروريتان لتنظيم الوظائف التناسلية بشكل سليم.
كما هو الحال مع بقية أعضاء الجسم، يختلف حجم الخصية من شخص لآخر، وغالبًا ما يكون تأثيره على الصحة ضئيلًا أو معدومًا.
ما هو الحجم الطبيعي للخصية؟
قبل التعرف على أسباب صغر حجم الخصيتين، لنتعرف سويًا على الحجم الطبيعي للخصية. فالخصية عضو بيضاوي الشكل، يقع داخل كيس الصفن، مسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية. يتراوح متوسط طول الخصية بين 4.5 و5.1 سم (حوالي 1.8 إلى 2 بوصة). تُعدّ الخصيتان صغيرتين إذا كان طولهما أقل من 3.5 سم (حوالي 1.4 بوصة).
كيفية قياس حجم الخصيتين
الموجات فوق الصوتية: عادةً ما يُجرى قياس حجم الخصيتين باستخدام الموجات فوق الصوتية. يستخدم الطبيب في هذا الفحص غير المؤلم وغير الجراحي موجات صوتية لإنشاء صور لداخل الجسم على شاشة الكمبيوتر.
مقياس الأوركيد:
أداة أخرى أبسط تُستخدم لقياس حجم الخصيتين تُسمى مقياس الأوركيد. وهو عبارة عن سلسلة من الخرز البيضاوي بأحجام مختلفة، جميعها تقريبًا بحجم خصية الإنسان.
يمكن لطبيبك أن يتحسس حجم خصيتك برفق ويقارنه بإحدى الخرزات الموجودة على مقياس الأوركيد.
كيف أعرف أن حجم خصيتي طبيعي؟
لقياس حجم الخصيتين في المنزل، يمكنك استخدام شريط قياس للحصول على قياس تقريبي. إذا كنت ستفعل ذلك، خذ حمامًا ساخنًا أولًا للتأكد من عدم سحب خصيتيك إلى داخل جسمك للتدفئة. (هذا هو الوقت المناسب أيضًا لإجراء فحص ذاتي للخصيتين للتحقق من وجود أي كتل أو علامات أخرى لسرطان الخصية).
أسباب صغر حجم الخصيتين
يختلف حجم الخصيتين باختلاف عمر ومرحلة النمو الجنسي لدى الذكور، فيما لا يؤثر عادة صغر حجم الخصيتين عن المعدل الطبيعي على صحتك في كثير من الحالات، ولكن قد يشير صغر حجم الخصيتين إلى خلل ما في إنتاج الهرمونات بالجسم،
حيث تشمل أسباب صغر حجم الخصيتين:
قصور الغدد التناسلية الذكرية:
يُعرف قصور الغدد التناسلية الذكرية تحديدًا باسم "قصور الغدد التناسلية"، وهو حالة لا يُنتج فيها الجسم ما يكفي من هرمون التستوستيرون للمساعدة في ضمان النمو السليم للخصائص الذكرية، مثل القضيب والخصيتين وكتلة العضلات.
قصور الغدد التناسلية الأولي:
قد يكون سبب قصور الغدد التناسلية اضطرابًا في الخصيتين، مثل عدم استجابة الخصيتين لإشارات الدماغ لإنتاج ما يكفي من هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية. ويُسمى هذا قصور الغدد التناسلية الأولي. قد يُولد الإنسان بهذا القصور الأولي، أو قد يكون سببه عوامل أخرى تشمل:
- العدوى
- التواء الخصيتين
- إساءة استخدام المنشطات الابتنائية
قصور الغدد التناسلية الثانوي:
لا ينتج قصور الغدد التناسلية الثانوي عن مشكلة تبدأ في الخصيتين، بل هو حالة لا تُنتج فيها الغدة النخامية في الدماغ هرمون اللوتين. يُرسل هذا الهرمون إشارات إلى الخصيتين لإنتاج هرمون التستوستيرون.
دوالي الخصية:
من أسباب صغر حجم الخصيتين دوالي الخصية، حيث إن دوالي الخصية تمثل حالة تضخم في أوردة كيس الصفن، وهي تحدث عادةً بسبب مشاكل في الصمامات التي تتحكم في تدفق الدم في الأوردة. يمكن أن يُسبب انتفاخ الأوردة داخل كيس الصفن انكماش الخصيتين وليونتهما.
الخصية المعلقة:
في بعض الأحيان قد ينتج عن الخصية المعلقة صغر في حجم الخصيتين. عادةً ما يُمكن علاج الخصية المعلقة جراحيًا خلال مرحلة الرضاعة.
أسباب صغر حجم الخصيتين والعضو الذكري
كما في الخصيتين، تتعدد أشكال وأحجام وألوان العضو الذكري من شخص إلى آخر، حيث يبلغ متوسط طول العضو الذكري لدى البالغين 7.6–10 سم عندما يكون لينًا (غير منتصب)، و13.7–15.24 سم عندما يكون صلبًا (منتصبًا). لا علاقة لحجم القضيب عندما يكون لينًا بحجمه عندما يكون صلبًا.
قد يؤدي قصور الغدد التناسلية إلى صغر حجم الخصيتين والعضو الذكري، وهذا يحدث عندما لا يفرز الجزء المتحكم من الدماغ في الجهاز العصبي اللاإرادي والغدة النخامية الهرمونات التي تحفز الخصيتين على إنتاج هرمون التستوستيرون، وهذه العملية ضرورية للنضج الطبيعي وتطور الوظائف التناسلية.
ماذا يدل صغر حجم الخصيتين؟
في حقيقة الأمر، أن حجم الخصية له دلالة هامة جدًا، إذ قد يؤثر على كمية إنتاج الحيوانات المنوية. ومع ذلك، يزداد حجم الخصيتين بسرعة خلال مرحلة البلوغ ويبلغ ذروته في سن الثلاثين، ومن ثم قد يتراجع الحجم مع التقدم في العمر.
هل صغر الخصيتين يؤثر على الإنجاب؟
للخصيتين وظيفتان رئيسيتان، وهما:
- إنتاج الحيوانات المنوية للتكاثر
- إفراز هرمون التستوستيرون الذكري، وهو مهم لتطور الصفات الجسدية والرغبة الجنسية.
وبما أن الحيوانات المنوية تُنتج في الخصيتين، فقد ينتج الجسم حيوانات منوية أقل من المتوسط إذا كانت الخصيتان صغيرتين. يتكون حوالي 80% من حجم الخصية من الأنابيب المنوية، وهي هياكل أنبوبية الشكل تُنتج خلايا الحيوانات المنوية. وقد وجد الباحثون أن صغر حجم الخصية يرتبط بانخفاض كثافة الحيوانات المنوية.
هل صغر الخصيتين يؤثر على الانتصاب؟
عادةً، لا يؤثر صغر الخصيتين على الانتصاب، حيث إن حجم الخصية بشكل عام لا يؤثر على الصحة أو الوظيفة الجنسية للرجل، لذا لا داعي للقلق حول ضعف الانتصاب أو انخفاض جودة الحيوانات المنوية أو كميتها بسبب صغر الخصيتين.
أفضل علاج لزيادة حجم الخصيتين
يبحث العديد من الرجال عن أفضل علاج لزيادة حجم الخصيتين، وسط تساؤلات حول قدرة بعض الأطعمة ومُحسِّنات القدرة الجنسية أو المكملات الغذائية على زيادة حجم الخصيتين.
بشكل عام، لا يوجد علاج معين يعمل على زيادة حجم الخصيتين،
كما أنه لا يمكن لأي طعام أن يزيد حجم الخصية، إذ إن سبب ذلك يتحدد بالعوامل الوراثية، والهرمونية، ونمط الحياة، والعادات الغذائية، والتاريخ الطبي، وهذا هو السبب الأهم لعدم قدرة التمارين الرياضية والطعام على زيادة حجم الخصية.
أما عن الإجراءات الآمنة والفعّالة لزيادة حجم الخصيتين،
فلابد من الحذر بشأن أي علاجات تُباع في المتاجر أو حتى عبر صفحات الإنترنت، خاصة وأن هناك العديد من منتجات "مُحسِّنات القدرة الجنسية" التي يُروَّج لها دون أي دليل علمي يُؤيد ادعاءاتها، كما أن تناول المكملات الغذائية غير المُعتمدة قد يكون غير فعّال ومُكلفًا، وفي أسوأ الأحوال، ضارًا بصحتك.
وأخيرًا، لا يوجد دليل علمي يُشير إلى وجود طرق لزيادة حجم الخصيتين.
ومع ذلك، يُحاول العديد من الرجال ممارسة الرياضة لزيادة حجم الخصيتين، ولكن لا يُمكن تعديل حجم الخصية.
علاج أسباب صغر حجم الخصيتين
في مستشفى بداية، يهدف عادة بروتوكول العلاج في حالات صغر حجم الخصيتين إلى علاج السبب الرئيسي، وتشمل خيارات العلاج:
علاج العقم
إذا كان قصور الغدد التناسلية المصاحب لحالات صغر حجم الخصيتين يؤثر على الخصوبة لديك، فهناك بعض الأدوية التي قد تُساعد، ومنها الكلوميفين (كلوميد) وهو دواء فموي يُعزز الهرمونات اللازمة للخصوبة. يُستخدم عادةً لمساعدة النساء اللواتي يواجهن صعوبة في الحمل، ولكن يُمكن استخدامه أيضًا لعلاج العقم عند الرجال.
قد تكون حقن مُوجهات الغدد التناسلية فعّالة أيضًا إذا كان صغر حجم الخصيتين يُقلل من كثافة الحيوانات المنوية، حيث إن مُوجهات الغدد التناسلية هرمونات تُحفز نشاط الخصيتين.
يُوفر أيضًا العلاج ببدائل التستوستيرون (TRT) فوائد مثل زيادة الطاقة، والرغبة الجنسية، وكتلة العضلات، وقد يُساهم أيضًا في تحسين الحالة النفسية. ومع ذلك، يجب أن يُشرف طبيبك على العلاج ببدائل التستوستيرون بعناية، حيث إن هناك بعض الآثار الجانبية الخطيرة المُحتملة، مثل مشاكل البروستاتا، والعدوانية غير الطبيعية، واضطرابات الدورة الدموية.
علاج دوالي الخصية
إذا أثّر تضخم الأوردة على الخصوبة أو صحة الخصيتين، فقد تكون الجراحة خيارًا جيدًا. يمكن للجراح إغلاق الوريد أو الأوردة المصابة، مما يُعيد توجيه تدفق الدم إلى الأوردة السليمة في كيس الصفن. قد يُعالج هذا الإجراء ضمور الخصية، وقد يزيد من إنتاج الحيوانات المنوية.
علاج الخصيتين المعلقتين
في عملية تُسمى "تثبيت الخصية"، تُجرى عادةً قبل عيد ميلاد إتمام السنة الأولى للمولود الذكر، يمكن علاج الخصيتين المعلقتين.
