بطانة الرحم السميكة أمر شائع بين السيدات وكثيرًا ما تتسبب في قلق للحالة، خاصة إذا طلب الطبيب إجراء المزيد من الفحوصات. وهنا تُشدد مستشفى بداية على أهمية الكشف المبكر على بطانة الرحم السميكة، الذي يُساعد في إدارة الحالات الكامنة المحتملة ومنع المضاعفات.
ما هي بطانة الرحم السميكة؟
بطانة الرحم السميكة هي حالة يحدث فيها تضخُّم في بطانة الرحم، وهو معروف أيضًا باسم فرط تنسُّج بطانة الرحم، وهي حالة تشير إلى سماكة غير طبيعية في بطانة الرحم. ويمكن اكتشافها عن طريق الموجات فوق الصوتية، وقد تشير إلى مشاكل صحية كامنة تستدعي الاهتمام.
شكل بطانة الرحم السميكة
عادةً ما يكون تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية هو الخطوة الأولى لتشخيص بطانة الرحم السميكة، حيث يستخدم هذا الفحص الموجات الصوتية لإنشاء صور للرحم، ويُساعد في قياس سُمك بطانة الرحم.
أما عن شكل بطانة الرحم السميكة في الموجات فوق الصوتية، فهي تظهر كشريط أكثر سُمكًا من الطبيعي، وفي المرحلة التكاثرية المتأخرة، قد يظهر مظهرًا ثلاثي الطبقات (الطبقة الصدَى الخارجية، والطبقة ناقصة الصدَى الوسطى، والشريط الصدَى الداخلي).
أسباب بطانة الرحم السميكة
هناك عوامل عديدة قد تؤدي إلى بطانة الرحم السميكة، إليك الأسباب الأكثر شيوعًا:
اختلال التوازن الهرموني:
السبب الرئيسي وراء بطانة الرحم السميكة هو اختلال التوازن الهرموني، وخاصةً زيادة هرمون الإستروجين ونقص هرمون البروجسترون. يُعزِّز هرمون الإستروجين نمو بطانة الرحم،
بينما يُساعد البروجسترون على التخلُّص منها أثناء الدورة الشهرية، لذلك قد يؤدي هذا الاختلال إلى فرط نمو الخلايا، مما يُسبب سماكة غير طبيعية في بطانة الرحم.
متلازمة تكيُّس المبايض (PCOS):
متلازمة تكيُّس المبايض هي حالة تُسبب اختلالًا في مستويات الهرمونات الطبيعية، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وغالبًا ما يؤدي إلى سماكة بطانة الرحم.
قد تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض من فترات حيض طويلة دون إباضة، مما يؤدي إلى تراكم مفرط في بطانة الرحم.
السمنة:
يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، مما قد يُسهم في زيادة سماكة بطانة الرحم. يمكن أن تُحوِّل الدهون الزائدة في الجسم الهرمونات الأخرى إلى إستروجين، مما يؤدي إلى اختلال التوازن.
الأدوية:
بعض الأدوية، مثل عقار تاموكسيفين، المُستخدم لعلاج سرطان الثدي، قد تعمل كهرمون الإستروجين في الرحم وتُسبب زيادة سماكة بطانة الرحم، لذا من المهم مراجعة أي أدوية تتناولينها مع مُقدِّم الرعاية الصحية.
أعراض بطانة الرحم السميكة
غالبًا ما تشمل أعراض بطانة الرحم السميكة نزيفًا رحميًّا غير طبيعي، بجانب مجموعة الأعراض الآتية:
نزيف ما بين الدورات الشهرية:
نزيف يحدث بين دورات الحيض المنتظمة.
دورات شهرية غزيرة:
يُعدّ نزيف الحيض الغزير غير المعتاد من الأعراض الشائعة.
دورات شهرية أقل من ٢١ يومًا:
قد يكون قصر مدة الدورة الشهرية علامة على فرط تنسُّج بطانة الرحم.
نزيف ما بعد انقطاع الطمث:
يُعتبر أي نزيف بعد انقطاع الطمث غير طبيعي، ويجب تقييمه من قِبل مُقدِّم الرعاية الصحية.
انقطاع الدورة الشهرية:
قد يشير انقطاع الدورة الشهرية دون وجود حمل أو اقتراب سن اليأس إلى اختلالات هرمونية تؤثر على بطانة الرحم.
إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض السابقة، تواصلي الآن مع استشاري النساء والتوليد في مستشفى بداية لإجراء تقييم شامل، حيث إن الكشف المبكر والعلاج المبكر يُساعدان في إدارة الحالة بفعالية.
أضرار بطانة الرحم السميكة
يمكن أن تؤدي بطانة الرحم السميكة إلى مضاعفات عديدة، تشمل:
زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم:
فرط تنسُّج بطانة الرحم هو حالة تصبح فيها بطانة الرحم سميكة بشكل غير طبيعي. مع أن فرط التنسُّج لا يؤدي دائمًا إلى الإصابة بالسرطان، إلا أنه يُعد عامل خطر رئيسي، وخاصةً فرط التنسُّج "غير النمطي"، حيث تكون خلايا البطانة غير طبيعية. في النساء بعد انقطاع الطمث، قد يكون سماكة البطانة (خاصةً أكثر من 5 مم مع نزيف) مؤشرًا قويًا على احتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
نزيف حيضي غير طبيعي وغزير:
يمكن أن يُسبب فرط تنسُّج بطانة الرحم فترات حيض غزيرة أو طويلة (غزارة الطمث) ونزيفًا بين الدورات الشهرية.
ضعف الانغراس:
قد يُخلّ بالتوازن الدقيق اللازم لانغراس البويضة المُخصبة بنجاح في الرحم، مما يؤثر سلبًا على الخصوبة ويُصعِّب الحمل.
ضغط أو تقلصات في الحوض:
يحدث هذا بسبب سماكة بطانة الرحم، وقد يُسبب شعورًا بالانزعاج أثناء ممارسة الأنشطة اليومية والنوم.
عوامل الخطر في حالات بطانة الرحم السميكة
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة ببطانة الرحم السميكة:
التقدُّم بالعمر وانقطاع الطمث:
يُعد العمر عاملًا مهمًا. يزداد الخطر مع التقدُّم في السن، وخاصةً بعد انقطاع الطمث. يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية خلال انقطاع الطمث إلى اختلال التوازن، مما يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم.
الحيض المبكر وانقطاع الطمث المتأخر:
قد يؤدي بدء الحيض قبل سن ١٢ عامًا أو دخول سن اليأس في مرحلة متأخرة من العمر إلى زيادة خطر الإصابة. زيادة فترات الحيض تعني زيادة التعرُّض لهرمون الإستروجين، مما قد يُحفِّز بطانة الرحم بشكل مفرط.
التاريخ العائلي:
قد يزيد التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الرحم أو المبيض أو القولون من خطر الإصابة. كما تزيد الحالات الوراثية، مثل متلازمة لينش، من خطر الإصابة بشكل كبير.
السمنة:
تُعد السمنة عامل خطر رئيسي. تُنتج الدهون الزائدة في الجسم المزيد من هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني الذي قد يُسبب زيادة سماكة بطانة الرحم.
داء السكري وأمراض الغدة الدرقية:
يمكن أن يُسبب داء السكري واضطرابات الغدة الدرقية اختلالًا في مستويات الهرمونات، مما يزيد من خطر الإصابة. قد تؤثر مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري على توازن الهرمونات، بينما قد تؤدي مشاكل الغدة الدرقية إلى اضطرابات الدورة الشهرية.
بطانة الرحم السميكة وعلاجها
أما عن بطانة الرحم السميكة وعلاجها، فإن اختيار الإجراء الأنسب يعتمد بشكل رئيسي على شدة الحالة والصحة العامة للمريضة وخططها الإنجابية، خاصة في ظل التقدُّم الطبي والتكنولوجي وتعدُّد خيارات العلاج المتاحة، والتي توفِّرها جميعها مستشفى بداية على أعلى مستوى من الدقة والمهنية.
علاج بطانة الرحم السميكة
العلاج بالبروجستين:
يُعد العلاج بالبروجستين علاجًا شائعًا لبطانة الرحم السميكة، وهو شكل مُركَّب من هرمون البروجسترون، يُساعد على موازنة مستويات هرمون الإستروجين وتقليل سُمك بطانة الرحم. هناك عدة طرق لإعطاء البروجستين، منها الحبوب والحقن، والكريم المهبلي الذي يُوضع مباشرةً على منطقة المهبل، وهذه الطريقة تُوصِّل البروجستين إلى الرحم بشكل مباشر. كما يتوافر أيضًا البروجستين من خلال اللولب الرحمي (IUD).
حبوب منع الحمل:
يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل التي تحتوي على كل من الإستروجين والبروجستين في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل سماكة بطانة الرحم، وهي مفيدة بشكل خاص للنساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية أو حالات مثل متلازمة تكيُّس المبايض.
عملية كحت بطانة الرحم السميكة:
هو إجراء يتم فيه توسيع عنق الرحم، وكشط أنسجة بطانة الرحم باستخدام مكشطة، ويُجرى عادةً تحت التخدير، ويمكن أن يكون تشخيصيًّا وعلاجيًّا.
تنظير الرحم:
يُعد تنظير الرحم من الإجراءات طفيفة التوغُّل، حيث يتم إدخال منظار مُضاء في الرحم لإزالة الأنسجة غير الطبيعية. هذه الطريقة أقل توغُّلًا وتسمح بالتعافي بشكل أسرع مقارنةً بالجراحة التقليدية.
استئصال الرحم:
يقتصر استئصال الرحم على الإزالة الجراحية للرحم، ويُنصح به غالبًا في الحالات الشديدة، خاصةً إذا كان هناك خطر كبير للإصابة بالسرطان. يمكن إجراء استئصال الرحم بطرق مختلفة، بما في ذلك الإجراءات طفيفة التوغُّل مثل الجراحة بالمنظار، والتي تتضمَّن شقوقًا أصغر وأوقات تعافٍ أسرع.
بطانة الرحم السميكة والحمل
يُعدّ سُمك بطانة الرحم أمرًا طبيعيًّا، بل ضروريًّا أثناء الحمل، إذ تُوفِّر بيئةً مُغذِّيَةً للجنين النامي. ومع ذلك، قد تُشير السماكة المفرطة أحيانًا إلى وجود مشاكل كامنة، وهو ما يقودنا إلى السؤال الأكثر شيوعًا حول بطانة الرحم السميكة، والذي سوف نتناوله بالتفصيل في الفقرة التالية.
هل بطانة الرحم السميكة تمنع الحمل؟
نعم، يُمكن أن تجعل بطانة الرحم السميكة الحمل أكثر صعوبة. فبينما يلزم سُمك مُعيَّن لانغراس البويضة المُخصبة، يُمكن أن تُعيق البطانة السميكة للغاية هذه العملية وتمنع البويضة المُلقحة من الالتصاق بجدار الرحم بنجاح. ويعود ذلك غالبًا إلى اختلالات هرمونية، وخاصةً زيادة هرمون الإستروجين ونقص هرمون البروجسترون.
