في رحلة الحمل والولادة تواجه المرأة العديد من التحديات والمخاطر التي قد تهدد صحة الأم وحياة الجنين، وعلى رأس مجموعة المخاطر التي قد تواجهها المرأة الحامل، الأجسام المضادة والحمل، ويكمن الخطر الأكبر من إرتفاع الأجسام المضادة أثناء فترة الحمل في إحتمالية أن يهاجم الجهاز المناعي الجنين مما يؤدي إلى وفاته أو أن تهاجم الأجسام المضادة المشيمة مما يؤدي إلى تلفها ما يعني إحتمالية موت الجنين فالمشمية هي القناة التي توصل الغذاء والأكسجين من الأم إلى الجنين.
ما هي الأجسام المضادة؟
لمزيد من الفهم لمشكلة الأجسام المضادة والحمل وكيف يمكن التعامل معها أثناء هذه الفترة لابد من التعرف على الأجسام المضادة ولماذا خلقها الله في جسم الإنسان، فالأجسام المضادة هي في الأساس مجموعة بروتينات ينتجها الجهاز المناعي لمحاربة أي مرض او فيروس دخيل على الجسم، وفي حالة الحمل يترجم جسم المرأة "الجنين" على أنه الدخيل الذي يجب طرده والتخلص منه فيبدأ في محاربته لينتهي به الأمر بالإجهاض خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
هل وجود أجسام مضادة تمنع الحمل؟
في البداية لابد أن ننوه عن أن وجود أجسام مضادة لا يعني بالضرورة إنعدام إحتمالية حدوث الحمل، ولكن هناك بعض الأنواع من الأجسام المضادة التي قد تستهدف الحيوانات المنوية أو البويضات أو المشيمة، مما يعني صعوبة حدوث الحمل بشكل طبيعي وضرورة التدخل بخطة العلاج المناسبة.
ما هي الأجسام المضادة التي تمنع الحمل؟
يمكن تصنيف أنواع الأجسام المضادة التي تمنع الحمل إلى نوعين رئيسيين وهما:
الأجسام المضادة للخلايا الجنسية الأنثوية:
قد تهاجم هذه الأجسام البويضات أو تمنع انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم.
الأجسام المضادة للحيوانات المنوية:
هذه الأجسام تهاجم الحيوانات المنوية وتقلل من قدرتها على الإخصاب، وتتسبب في مشاكل في حركة الحيوانات المنوية وقدرتها على اختراق البويضة.
كيف اعرف ان لدي اجسام مضادة تمنع الحمل؟
من الصعب التشخيص ذاتيا للتأكد من وجود اجسام مضادة تمنع الحمل، بل أن الأمر يستدعي استشارة الطبيب للقيام ببعض التحاليل والفحوصات،
ولكن هناك بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها التنبؤ بإحتمالية وجود مشكلة، ومن بين هذه الأعراض:
الإجهاض المتكرر:
إذا كنتِ تعانين من إجهاضين متتاليين أو أكثر، فقد يكون ذلك أحد مؤشرات وجود مشكلة في المناعة.
صعوبة حدوث الحمل:
في حالة أن مر على زواجك وقتًا طويل دون حدوث حمل.
ألم في الحوض:
قد تشعرين بألم في منطقة الحوض قبل أو بعد الجماع.
جلطات الدم:
قد تكونين أكثر عرضة لجلطات الدم، خاصة في الساقين.
هل ارتفاع الأجسام المضادة خطير؟
مما لا شك فيه أن ارتفاع الأجسام المضادة في الدم له أثاره السلبية ومخاطره الواضحة على الصحة العامه للفرد، وخاصة عندما يتعلق الأمر بارتفاع الأجسام المضادة والحمل، فمن الممكن أن يقود ذلك إلى:
تلف الحيوانات المنوية أو البويضات:
تهاجم الأجسام المضادة الخلايا الجنسية وتتلفها، مما يقلل من فرص حدوث الإخصاب.
تخثر الدم:
قد تسبب الأجسام المضادة تخثر الدم في المشيمة، مما يقلل من وصول الأكسجين والمغذيات للجنين.
منع انغراس البويضة المخصبة:
قد تمنع الأجسام المضادة انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، مما يؤدي إلى الإجهاض.
هل الأجسام المضادة تسبب تشوه للجنين؟
على الرغم من قلة الدراسات حول علاقة الأجسام المضادة بحالات تشوه الجنين وهل الأجسام المضادة تسبب تشوه للجنين؟ إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب الأجسام المضادة في الغدة الدرقية في تشوه الجنين، وتأخر نموه في حين لم تثبت الدراسات حتى الأن وجود علاقة حتميه بين الأجسام المضادة وتشوهات الأجنة.
ما هي أنواع الأجسام المضادة المتسببة في موت الجنين؟
تتسبب بعض الأجسام المضادة في زيادة تجلط الدم، مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية في المشيمة ومنع وصول الدم إلى الجنين، في حين أن هناك نوع أخر من الأجسام المضادة التي تهاجم المشيمة وتؤدي إلى تلفها، مما يعيق وصول الغذاء و الأكسجين إلى الجنين وهو ما ينتج عنه موت الجنين، وفي بعض الحالات تهاجم الأجسام المضادة خلايا الجنين نفسها مما يؤدي إلى تلفها، ويمكن تقسيم أنواع الأجسام المضادة المتسببة في موت الجنين، على النحو التالي:
أضداد الفوسفوليبيد:
تتسبب أضداد الفوسفوليبيد في سرعة تجلط الدم وتقلل من تدفق الدم إلى المشيمة مما يؤثر على نمو الجنين، ويزيد من فرص الإجهاض المتكرر وولادة جنين ميت وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
الأجسام المضادة للخلايا النووية:
تهاجم الأجسام المضادة للخلايا النووية نواة الخلية وتتسبب في تلفها، مما قد يؤثر على نمو الجنين وتطوره.
الأجسام المضادة للثرومبوبلاستين:
هذا النوع من الأجسام المضادة يؤثر بشكل مباشر على عملية تخثر الدم ويزيد من احتمالية حدوث الجلطات الدموية في المشيمة.
الأجسام المضادة للغدة الدرقية:
تتسبب الأجسام المضادة للغدة الدرقية في قصور وظائف الغدة الدرقية، مما يؤثر بشكل غير مباشر على نمو الجنين.
الأجسام المضادة والحمل والغدة الدرقية:
فيما يلي نسلط الضوء على المخاطر الأكثر شيوعا في حالة إذا كانت الأجسام المضادة تسبب قصور الغدة الدرقية، حيث يؤدي ذلك إلى:
- الإجهاض.
- ولادة جنين ميت.
- تأخر في نمو الجنين، وبالأخص النمو الدماغي.
- مشاكل في القلب.
أما إذا كانت الأجسام المضادة تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد يؤدي ذلك إلى:
- زيادة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- فقدان الوزن.
- ولادة مبكرة.
هل يمكن الحمل مع وجود أجسام مضادة للغدة الدرقية؟
سؤال يتبادر إلى أذهان العديد من السيدات اللاتي يتم تشخيصهن بوجود الأجسام المضادة في الغدة الدرقية، إجابة هذا السؤال نقلاً عن أمهر الأطباء في مستشفى بداية وأكثرهم خبره،
هي أن الحمل يمكن أن يحدث بشكل طبيعي حتى مع وجود الأجسام المضادة في الغدة الدرقية، ولكن وجود هذه الأجسام يمكن أن يزيد من فرص حدوث المضاعفات على مدار أشهر الحمل، فكما أشارنا من قبل يمكن أن تتسبب الأجسام المضادة في الغدة الدرقية إلى اضطراب الهرمونات التي تتحكم بكثير من العمليات الحيوية بالجسم والضرورية في نمو الجنين وتطوره
علاج الأجسام المضادة أثناء فترة الحمل
تختلف وتتغير خطة علاج الأجسام مضادة أثناء فترة الحمل، على حسب نوع الأجسام المضادة وشدتها لذلك يلزم عمل تحليل للإجسام المضادة اثناء فترة الحمل، وإلى أي مدى تؤثر هذه الأجسام المضادة على صحة الأم والجنين، ويشمل علاج الأجسام المضادة والحمل:
الأدوية:
في بعض الحالات يصف الطبيب مجموعة من الأدوية لإعادة ضبط الجهاز المناعي ومنع تخثر الدم التي قد يؤثر على الحمل.
الأسبيرين:
يستخدم الأطباء جرعات منخفضة من الأسبرين حيث يساعد ذلك على منع تخثر الدم.
الهبارين:
مركب الهبارين هو في الأساس مانع جيد جدا لحدوث جلطات الدم،
الجلوبيولين المناعي:
قد يوصف هذا الدواء لخفض مستوى الأجسام المضادة.
التلقيح الصناعي:
أحيانا تتطلب الحالة اللجوء إلى إحدى وسائل الإخصاب المساعد والاستعانة بتقنية التلقيح الصناعي، كحل عملي وفعال لمشكلة الأجسام المضادة والحمل.