الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تتكون من أنسجة ليفية، يمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم، معظم الأورام الليفية لا تسبب أعراضًا، وقد لا يدرك الشخص وجودها، فهي تحدث لأسباب مختلفة، وبعضها يكون مجهول السبب.
أما العلاج، فعادةً لا يحتاج الورم الليفي إلى تدخل إلا إذا كان حجمه خطيرًا. لدرجة تؤثر على حياتك أو تسبب أعراضًا، فمتى يكون حجم الورم الليفي خطيرًا؟ ومتى يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟
الورم الليفي
يُعرَّف الورم الليفي بأنه ورم أو نمو غير سرطاني (حميد) يتكون من نسيج ضام ليفي، ولأن الأنسجة تنتشر في جميع أنحاء الجسم، فإن الورم الليفي قد يظهر في أي مكان تقريبًا فالجسم. إذا أُصبتَ بورم ليفي، فقد لا تظهر عليك أي أعراض، ومعظمها لا يتطلب علاجًا لأنها عادةً ما تكون غير سرطانية (خبيثة). أما "الساركوما" الليفية، فهي أورام خبيثة.
أنواع الأورام الليفية
- الأورام الليفية الأخمصية
- الأورام الليفية غير المُعظّمة
- الأورام الليفية الجلدية
- الأورام الليفية الفموية
- الأورام الليفية الرحمية
أعراض الأورام الليفية
تختلف أعراض الأورام الليفية باختلاف نوعها، وذلك على النحو التالي:
الأورام الليفية الأخمصية
يمكن أن تُسبب في كتلةً في قوس القدم تكون صلبةً عند اللمس. قد تشعر بألم شديد عند المشي أو الوقوف.
الأورام الليفية غير المُعظّمة
يمكن أن تُسبب تورمًا وألمًا عند اللمس إذا كبرت، لكنها عادةً لا تُسبب أي ألم.
الأورام الليفية الجلدية
قد لا تُسبب في أي أعراض. مع ذلك، قد تُسبب أحيانًا حكةً، وتغيرًا في اللون، وحساسيةً لللمس، وقد تُسبب ألمًا.
الأورام الليفية الفموية
تظهر على شكل نتوءات ناعمة قد يكون لونها بنفس لون باقي أجزاء الفم، لكنها عادةً لا تُسبب أي أعراض أخرى.
الأورام الليفية الرحمية
يمكن أن تُسبب في مجموعة من الأعراض. بعض النساء لا يعانين من أي أعراض، بينما يعاني آخرون من مشاكل حادة. قد تشمل الأعراض:
- ألم الحوض.
- ألم أسفل الظهر.
- مشاكل في المثانة والأمعاء.
- ألم أثناء الجماع (عسر الجماع).
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- غزارة أو إطالة مدة الحيض.
- نزيف غير طبيعي بين الدورات الشهرية.
- العقم
أحجام الأورام الليفية
للتعرف على إجابة سؤال متى يكون حجم الورم الليفي خطيرًا؟ لابد من التعرف على أحجام الأورام الليفية، حيث تختلف أحجام الأورام الليفية، ويستخدم الأطباء نظام التصنيف التالي لتحديد العلاج المناسب،
وفيما يلي تستعرض مستشفى بداية أحجام الأورام الليفية المختلفة ومخاطرها الصحية المحتملة:
أولا: الأورام الليفية الصغيرة
الحجم: أقل من 1-5 سم (أي ما يعادل تقريبًا حجم كرة جولف).
المخاطر الصحية: عادةً ما تُعتبر الأورام الليفية الصغيرة غير ضارة، مما يعني أنها من غير المرجح أن تُسبب ضررًا كبيرًا. كما أن معظم المريضات المصابات بأورام ليفية صغيرة لا يعانين من أعراض ملحوظة، ولكنها قد تُسبب مشاكل حسب موقعها.
ثانيا: الأورام الليفية المتوسطة
الحجم: حوالي 5-10 سم (أي ما يعادل تقريبًا حجم كرة جولف لحبة جريب فروت).
المخاطر الصحية: قد تبدأ الأورام الليفية متوسطة الحجم بالتسبب في أعراض خفيفة مثل نزيف غير منتظم وآلام في الحوض. ورغم أن هذه الأعراض لا تزال قابلة للعلاج، إلا أنها قد تُشكل مخاطر صحية محتملة على الحمل والخصوبة إذا لم تُعالج بشكل صحيح.
ثالثا: الأورام الليفية الكبيرة
الحجم: ١٠ سم أو أكثر (بحجم حبة جريب فروت أو بحجم بطيخة)
المخاطر الصحية: الأورام الليفية الكبيرة هي هي الأكثر تسببًا في المخاطر الصحية. وحسب حجمها الدقيق، يمكن أن تُسبب ضغطًا كبيرًا على الأعضاء والأعصاب المحيطة، مما يؤدي إلى ألم مزمن يصعب على الأطباء إزالته.
متى يكون حجم الورم الليفي خطيرًا؟
في حالات نادرة، تحتاج النساء المصابات بالأورام الليفية إلى علاج طارئ، حيث يجب عليكِ استشارة الطبيب إذا شعرتِ بألم حاد ومفاجئ في البطن لا يُخفف بمسكنات الألم، أو إذا عانيت من نزيف مهبلي حاد مصحوب بعلامات فقر الدم مثل الدوار والتعب الشديد والضعف.
بعد أن تعرفنا على مؤشرات الخطر التي تصاحب الأورام الليفية نأتي للسؤال الأهم وهو
كم حجم الورم الليفي الخطير ؟
تعتبر الأورام الليفية التي يبلغ حجمها 10 سم أو أكثر خطيرًا لأنها تُسبب ضغطًا أكبر على الأعضاء والأعصاب المحيطة، مما يُسبب ألمًا شديدًا. ومع ذلك، قد يُوصي الأطباء بإزالة الأورام الليفية التي يزيد حجمها عن 5-6 سم (حوالي 2-2.4 بوصة)، خاصةً إذا كانت تؤثر على الخصوبة، أو تنمو بسرعة، أو تُسبب أعراضًا.
كما تُشير الأعراض المستمرة أو المُتفاقمة بمرور الوقت إلى أن حجم الورم الليفي قد ازداد، وقد يتطلب إزالته، لذلك يجب عليكِ طلب الرعاية الطبية إذا كنتِ تعانين من أي من الأعراض التالية:
- نزيف حيضي غزير
- ألم في الحوض
- ضغط على المثانة
هل الورم الليفي يكبر مع الوقت؟
نعم، في بعض الحالات قد يكبر الورم الليفي مع مرور الوقت خاصة إن تُرِك من دون علاج أو متابعة، وتختلف أنماط نمو الأورام الليفية حسب نوعها، فقد تنمو ببطء أو بسرعة، أو قد تبقى بنفس الحجم. بعض الأورام الليفية تمر بطفرات نمو، وبعضها يتقلص تلقائيًا.
ما الذي يؤثر على حجم الورم الليفي؟
هناك عدة عوامل تؤثر على تطور ونمو الأورام الليفية وخاصة الرحمية، ويختلف هذا من شخص لآخر، ولكن بشكل عام،
تشمل العوامل الرئيسية التي تؤثر على الأورام الليفية الرحمية ما يلي:
الهرمونات
أظهرت الدراسات أن ارتفاع مستويات هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون يُسهم في تضخم الأورام الليفية.
العوامل الوراثية
يمكن أن تؤثر جيناتك أيضًا على نمو الأورام الليفية الرحمية، حيث أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأورام الليفية يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
النظام الغذائي
يمكن أن يُسبب النظام الغذائي غير المتوازن نمو الأورام الليفية، حيث يؤثر نظامك الغذائي بشكل مباشر على توازنك الهرموني.
نقص فيتامين د
ثبُت أن فيتامين د يُنظِّم نمو الخلايا ويُقلل الالتهاب، وهو أمر مهم للحفاظ على صحة الرحم. لذلك، فإن نقص فيتامين د يزيد من فرص نمو الأورام الليفية.
نمط الحياة
يمكن أن تؤثر عوامل مثل السمنة، واستهلاك الكحول بانتظام، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم على صحتك العامة وهرموناتك.
متى يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟
بعد تشخيص الورم الليفي يأتي دور السؤال الأكثر شيوعا وهو: هل تتحول الأورام الليفية إلى أورام سرطانية؟ تحمل الإجابة على هذا السؤال الخبر السار وهو أن الأورام الليفية الرحمية نادرًا ما تتحول إلى سرطانية، حيث أن أقل من واحد من كل ألف ورم ليفي يتحول إلى ورم سرطاني. كما أن الأورام الليفية الرحمية نفسها ليست سرطانية. ومع ذلك، يمكن أن يختبئ نمو سرطاني داخل الورم الليفي.
كيف أعرف أن الورم حميد أو خبيث في الرحم؟
الورم الحميد عبارة عن كتلة من الخلايا غير الطبيعية، ولكنه على عكس الأورام الخبيثة (السرطانية)، لا يمكن لهذه الأورام الحميدة الانتقال إلى الأنسجة المجاورة أو الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وأحيانًا تكون محاطة بغشاء واقٍ يسهل إزالتها،
أما عن طرق التأكد من ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا فذلك يتم من خلال فحوصات الدم، أو الخزعة، أو التصوير - مثل الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية.
متى يتم استئصال الأورام الليفية أو العضلة الرحمية؟
ينصح الأطباء عادةً النساء المصابات بأورام ليفية يزيد قطرها عن 3 سم وتسبب أعراضًا مثل الألم الشديد أو الضغط على الأعضاء المجاورة بالتفكير في استئصال الأورام الليفية من الرحم، خاصةً إذا كنّ يرغبن في الحفاظ عليه.
أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، حيث تعاني المريضة من أورام ليفية كبيرة مصحوبة بأعراض حادة لم تستجب للعلاج الطبي، فقد يكون استئصال العضلة الرحمية (Myomectomy) هو الحل المناسب للحفاظ على الرحم، بينما قد يُوصى باستئصال الرحم بالكامل في الحالات التي تكون فيها الأورام متقدمة وتؤثر بشكل كبير على الحياة.
في النهاية، يعتمد القرار على حجم الورم، وشدة الأعراض، وتأثيره على الصحة العامة والخصوبة، لذا من الضروري استشارة الطبيب لتحديد الخيار العلاجي الأمثل.