هل تؤثر الغدة الدرقية على الحمل؟ من الأسئلة الأكثر شيوعًا بين مرضى الغدة الدرقية من السيدات الحوامل، إذ يعتمد الجنين على الأم في الحصول على هرمونات الغدة الدرقية، التي تلعب دورًا أساسيًا في نمو الدماغ الطبيعي، خاصة خلال الأشهر القليلة الأولى من الحمل، تابعي المقال للاْطلاع على شرح وافي للعلاقة بين الغدة الدرقية والحمل وللحصول على إجابة مفصلة على سؤال: هل تؤثر الغدة الدرقية على الحمل؟
الغدة الدرقية والحمل
اضطرابات الغدة الدرقية هي حالة شائعة، حيث تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية لغير الحوامل وبشكل عام في التعب وزيادة الوزن وتغيرات في الدورة الشهرية، كما أن انخفاض وارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يسبب مشاكل في الحمل، وأن يكون سببًا للإجهاض، فضلاً عن زيادة خطر الولادة القيصرية وزيادة النزيف بعد الولادة.
خمول الغدة الدرقية
خمول الغدة الدرقية يُطلق عليها أيضًا "قصور الغدة الدرقية" أو "الغدة الدرقية الخاملة"، وهي حالة صحية شائعة لا تقوم فيها الغدة الدرقية بإنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم. مما يسبب الشعور بالتعب وزيادة الوزن وعدم القدرة على تحمل درجات الحرارة الباردة، كما أنه يجعل عملية التمثيل الغذائي أبطأ.
خمول الغدة الدرقية والحمل
أما عن العلاقة بين خمول الغدة الدرقية والحمل فقد وجدت الدراسات المبكرة أن الأطفال المولودين من أمهات مصابات بخمول الغدة الدرقية أثناء الحمل، يكون لديهم انخفاض في معدل الذكاء وضعف في النمو العقلي والحركي، ولكن المُبشر في الأمر أنه إذا تمت السيطرة على خمول الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل بشكل صحيح، عن طريق زيادة كمية هرمون الغدة الدرقية، فيمكن للنساء المصابات بقصور الغدة الدرقية أن ينجبن أطفالًا أصحاء تماماً.
أعراض خمول الغدة الدرقية في الحمل
عادة يتسبب خمول الغدة الدرقية في أعراض خفيفة، تبدأ ببطء، بحيث يصعب اكتشافها، وتشمل:
- الشعور بالتعب
- اكتئاب
- صوت أجش
- تورم الوجه
- زيادة الوزن
- إمساك
- تغيرات في الجلد والشعر، بما في ذلك جفاف الجلد وفقدان الحواجب
- أظافر هشة
- وخز في اليد
- بطء معدل ضربات القلب
- ضيق في التنفس مع النشاط
- تشنجات العضلات
- آلام المفاصل
- صعوبة في التركيز
- فترات الحيض غير المنتظمة
علاج خمول الغدة الدرقية أثناء الحمل
تستخدم هرمونات الغدة الدرقية التعويضية لعلاج خمولها أثناء الحمل، وتعتمد كمية هرموناتها التعويضية على مستويات هرمونات الغدة الدرقية لدى الأم بالإضافة إلى أعراضها.
قد تتغير مستوياتها أثناء الحمل، لذا من المرجح أن تتغير جرعة الهرمونات التعويضية مع مرور الوقت، ويجب تجديد فحص مستويات الهرمون كل 4 أسابيع في النصف الأول من الحمل. وفحص المستويات بشكل أقل خلال النصف الثاني من الحمل طالما لم تتغير الجرعة.
ما هي مخاطر خمول الغدة الدرقية في الحمل؟
قد يتسبب خمول الغدة الدرقية غير المعالج في مشاكل معقدة لكل من الأم والجنين، أثناء فترة الحمل وحتى بعد الولادة،
و تشمل المشاكل التي تواجه الأم الحامل ما يلي:
- فقر الدم، يحدث هذا عندما لا يكون لديك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل الأكسجين إلى بقية الجسم.
- ارتفاع ضغط الدم الحملي، يبدأ بعد 20 أسبوعًا من الحمل ويختفي بعد الولادة.
- تسمم الحمل
- انفصال المشيمة
- نزيف ما بعد الولادة "PPH"، حالة خطرة ولكنها نادرة الحدوث وتتمثل في نزيف حاد يحدث عادةً خلال يوم واحد من الولادة.
- الوذمة المخاطية، حالة نادرة تنجم عن خمول الشديد وغير المعالج، الذي يمكن أن يسبب الدخول في غيبوبة كما يمكن أن يؤدى إلى الوفاة.
- السكتة القلبية، حالة نادرة الحدوث، لا يضخ فيها القلب الدم كما ينبغي، مما يتسبب في فشل القلب الناجم عن قصورها.
كما يمكن أن تشمل المشاكل التي تواجه الطفل ما يلي:
- الوذمة المخاطية عند الأطفال
- التقزم
- الإعاقات الذهنية وانخفاض مستوى الذكاء عن المتوسط
- الافتقار إلي المهارات اللازمة لمزاولة الحياة بشكل طبيعي
- انخفاض الوزن عند الولادة
- اضطرابات النمو
- مشاكل في التطور الدماغي
- اضطرابات الغدة الدرقية
- الإجهاض أو ولادة جنين ميت
نشاط الغدة الدرقية
يحدث نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الكثير من الهرمونات، وتسمى هذه الحالة أيضًا بفرط نشاط الغدة الدرقية، يسرع نشاط الغدة الدرقية من عملية التمثيل الغذائي في الجسم،
مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، مثل:
- العصبية والقلق.
نشاط الغدة الدرقية والحمل
أحيانًا يرتبط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل بفرط التقيؤ الحملي الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف، حيث يعتقد الخبراء أن هذا الغثيان والقيء الشديدين الناجم عن ارتفاع مستويات هرمون الحمل في النصف الأول من الحمل، يدفع الغدة إلى إنتاج الكثير من هرموناتها ، وعادة ما يختفي هذا النوع من فرط نشاط الغدة الدرقية خلال النصف الثاني من الحمل.
ما هي أعراض نشاط الغدة الدرقية في الحمل؟
تتشابه أعراض نشاط الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل، مع الأعراض الطبيعية للحمل، وتشمل:
- زيادة معدل ضربات القلب
- صعوبة التعامل مع الحرارة
- الشعور بالتعب والأرهاق
- ضربات القلب غير المنتظمة
- رعشة في اليد
- فقدان الوزن بدون سبب
- · القلق والعصبية
علاج نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل
لعلاج نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل فقد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للغدة الدرقية ومنها "بروبيل ثيوراسيل" في الثلث الأول من الحمل و"ميثيمازول" في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.
من الضروري الألتزام بتوقيت كل دواء، حيث يمكن أن يؤدي تناول "بروبيل ثيوراسيل" بعد الأشهر الثلاثة الأولى إلى مشاكل في الكبد، في حين يمكن أن يؤدي تناول "الميثيمازول" في الأشهر الثلاثة الأولى إلى زيادة خطر أصابة الجنين بالعيوب الخلقية ومشاكل في الصحة العامة، أو تطور الجسم.
إذا كنتِ تعاني من نشاط الغدة الدرقية الخفيف، فقد لا تحتاجِ إلى علاج، ففي كثير من الأحيان لا يتسبب نشاط الغدة الدرقية الخفيف في أعراض أو مضاعفات خطيرة تهدد صحة الأم والجنين.
ما هي مخاطر نشاط الغدة الدرقية في الحمل؟
تشمل مضاعفات ومخاطر نشاط الغدة الدرقية على الحامل والجنين أثناء فترة الحمل ما يلي:
- الإجهاض
- الولادة المبكرة
- انخفاض الوزن عند الولادة
- قصور القلب الأحتقاني
- ارتفاع ضغط الدم “تسمم الحمل”
- تفاقم مفاجئ وشديد في نشاط الغدة الدرقية
هل نشاط الغدة الدرقية يمنع الحمل؟
في هذه الفقرة تجيب مستشفى بداية على السؤال الأهم وهو هل نشاط الغدة الدرقية يمنع الحمل؟ وهنا يجدر الأشارة إلى أن نشاط الغدة الدرقية هو أحد أشهر الأسباب لصعوبة الحمل عند النساء خاصة وأنها تؤثر بشكل رئيسي على الهرمونات لديهن.
النسبة الطبيعية للغدة الدرقية لحدوث الحمل
حول النسبة الطبيعية للغدة الدرقية لحدوث الحمل، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن معدل هرمون الثيروتروبين TSH المسؤول عن تحفيز إنتاج هرمون الثايروكسين 4T من الغدة الدرقية، يجب ألا يكون أعلى من 2.5 عند محاولة الحمل و3.0 أثناء الحمل.
في النهاية نرجو نحن - فريق عمل مستشفى بداية - أن نكون قد أجبنا على كل ما يخص تساؤلك حول هل تؤثر الغدة الدرقية على الحمل؟
كما تنصحك مستشفى بداية بأن قصور الغدة وفرط نشاطها أثناء الحمل يتطلبا مراقبة دقيقة وخطة علاجية فعالة وسريعة،
ولأن إهمال علاجها أثناء فترة الحمل يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإجهاض، وانفصال المشيمة، واضطرابات ارتفاع ضغط الدم، وتقييد النمو.
كما أن الإرشادات الحالية توصي بإجراء فحص شامل للنساء المعرضات لمخاطر الأصابة باضطرابات الغدة الدرقية، بما في ذلك النساء اللاتي لديهن تاريخ من أمراض الغدة الدرقية، أو داء السكري من النوع الأول، أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
