المرور بتجربة الإجهاض أمر صعب، وخاصة إذا حدث الإجهاض متأخراً بعد الأسبوع الثالث عشر من الحمل فعندها يكون أكثر تأثيراً على الصحة النفسية والجسدية للمرأة، في هذا المقال تقدم مستشفى بداية شرح وافي حول كل ما يخص الإجهاض وأسبابه والأعراض.
ماهو الإجهاض؟
الإجهاض هو حالة صحية يتم تعريفها بفقدان الحمل قبل مرور 20 أسبوعًا من الحمل، حيث تحدث معظم حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، في حين تتسبب مشاكل الكروموسومات في معظم حالات الإجهاض.
الأسباب المؤدية للإجهاض
أما عن سبب حدوث الإجهاض فهناك قائمة طويلة من الأسباب المؤدية للإجهاض وعلى رأس هذه القائمة التشوهات الكروموسومية التي تحدث في أغلب الحالات فجأة. ولا يُعرف تمامًا سبب حدوث ذلك.
تتسبب التشوهات الكروموسومية في حوالي 50% من حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (حتى 13 أسبوعًا). الكروموسومات هي هياكل صغيرة داخل خلايا الجسم تحمل الجينات، وتحدد الجينات جميع السمات الجسدية للشخص، مثل الجنس المحدد ولون الشعر والعين وفصيلة الدم.
أثناء عملية الإخصاب، عندما تتحد البويضة والحيوان المنوي، تتحد مجموعتان من الكروموسومات. إذا كانت البويضة أو الحيوان المنوي يحتويان على عدد كروموسومات أكثر أو أقل من الطبيعي، فسيكون عدد الكروموسومات في الجنين غير طبيعي. عندما تنمو البويضة المخصبة إلى جنين، تنقسم خلاياها وتتضاعف عدة مرات. كما تؤدي التشوهات أثناء هذه العملية إلى الإجهاض.
هناك عدة عوامل أخرى قد تسبب الإجهاض، نذكر منها
- العدوى.
- عمر المرأة
- تشوهات الرحم.
- أمراض TORCH.
- مرض السكري
- التعرض للإشعاع.
- أمراض الكلى الشديدة.
- أمراض القلب الخلقية.
- أمراض الغدة الدرقية.
- اختلال التوازن الهرموني.
- اضطرابات الجهاز المناعي مثل الذئبة.
- عدم انغراس البويضة المخصبة بشكل صحيح في بطانة الرحم.
- نمط الحياة غير الصحي مثل التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات
- تناول بعض الأدوية،الغير مناسبة في فترة الحمل .
- قصور عنق الرحم (وفي هذه الحالة يبدأ عنق الرحم في الانفتاح مبكرًا جدًا أثناء الحمل مما يسبب الإجهاض).
أعراض الإجهاض
كما هو متعارف بين مجمتع السيدات فإن العلامة الأكثر شيوعًا والأشهر على الإطلاق للإجهاض هي النزيف المهبلي، الذي يختلف ويتراوح فيما بين بقع خفيفة أو إفرازات بنية اللون إلى نزيف حاد ودم أحمر فاتح أو جلطات، كما أنه قد يأتي ويختفي على مدار عدة أيام.
ومع ذلك، فإن النزيف المهبلي الخفيف شائع نسبيًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ولا يعني بالضرورة أنك تعانين من الإجهاض، لذلك من المهم التواصل مع طبيبك الخاص في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعانين من نزيف مهبلي سواء خفيف أو شديد.
بجانب النزيف المهبلي، تشمل الأعراض الأخرى للإجهاض ما يلي
- تقلصات وألم في أسفل البطن
- إفرازات سائلة من المهبل
- إفرازات من الأنسجة من المهبل
- عدم الشعور بأعراض الحمل، مثل الشعور بالغثيان وألم الثدي
أعراض الإجهاض في الأشهر الاولي وأسبابة
سبق وأن أشرنا إلى أن معظم حالات الإجهاض تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أي خلال أول 13 أسبوعًا تقريبًا، وغالبا تكون أعراض الإجهاض في الأشهر الاولي عبارة عن نزيف من المهبل مع أو بدون ألم، يتبعه شعور بتقلصات في منطقة الحوض أو أسفل الضهر، كما تميل أعراض الحمل إلى الاختفاء، مثل ألم الثدي والغثيان.
تشمل الأسباب الشائعة للإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ما يلي
خلل في الكروموسومات:
يحمل الحيوان المنوي والبويضة الكروموسومات التي تحتوي على المادة الوراثية للوالدين. قد لا يتطور الجنين الذي يحتوي على كروموسومات إضافية أو مفقودة بشكل صحيح، مما يؤدي إلى الإجهاض.
خلل بنيوي داخل الرحم:
في بعض الأحيان، قد يؤدي حجم أو شكل رحم المرأة إلى الإجهاض، فيما تتوفر حاليا علاجات لبعض تشوهات الرحم.
عدوى:
قد تسبب الحصبة الألمانية أو التسمم الغذائي من الليستيريا الإجهاض، وقد تؤدي بعض الأمراض المنقولة جنسياً أيضًا إلى فقدان الحمل المبكر.
التعرض لإصابة:
قد يؤدي التعرض إلى صدمة خطيرة، مثل حادث سيارة، إلى إتلاف الجنين، مما يؤدي إلى فقدان الحمل.
سبب غير معروف:
في بعض الأحيان، لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب الإجهاض، وهذا أكثر شيوعًا في الأشهر الثلاثة الثانية ولكنه من الممكن أن يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى.
أعراض الإجهاض في الأشهر الاخيرة وأسبابة
بعض النساء قد لا يشعرن بأي أعراض للإجهاض في الأشهر الأخيرة، ورغم ذلك هناك بعض الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه لها، بما في ذلك:
- عدم الشعور بحركة الجنين
- نزيف مهبلي شديد أو نزيف خفيف
- تشنج أو ألم في الظهر و/أو البطن
- خروج سائل أو أنسجة غير مبررة عبر المهبل
هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسبب الإجهاض في الأشهر الاخيرة
- ترتبط معظمها ببعض الشذوذ في نمو الجنين.
- كما يمكن أن يكون السبب جسديًا كما في حالات عنق الرحم الضعيف الذي لا يستطيع حمل الطفل بداخله عندما يكبر.
- وفي بعض الأحيان تتسبب الحالة الطبية للأم في الإجهاض، بما في ذلك الحالات المزمنة التي لا يتم إدارتها بشكل جيد.
تشمل الأسباب الجسدية للإجهاض ما يلي
- ارتفاع ضغط الدم
- حالات الغدة الدرقية
- الذئبة أو اضطرابات المناعة الأخرى
- مرض السكري
- تسمم الحمل
- حالات وراثية أخرى
- بعض الالتهابات
وأخيرا لا يوجد حتى وقتنا هذا أي دليل علمي على أن الإجهاد أو ممارسة الرياضة أو حتى النشاط الجنسي واستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة يسبب الإجهاض.
لذلك تنصحك مستشفى بداية بأنه أياً كانت حالتك، فمن المهم ألا تلومي نفسك على الإجهاض، فمعظم حالات الإجهاض لا علاقة لها بشيء فعلتيه أو لم تفعليه.
الإجهاض المنذر
الإجهاض المنذر هو أحد المضاعفات الشائعة في بداية الحمل والذي يؤدي إلى نزيف مهبلي وربما آلام في الحوض، في كثير من الحالات، يستمر الحمل حتى نهايته ويولد الطفل سليم معافى ومع ذلك، في بعض الأحيان لا تكون النتيجة إيجابية وتنتهي بالإجهاض، فيما قد يكون العلاج بالبروجستينات فعالاً في تقليل معدل الإجهاض لدى النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المنذر.
متى يحدث الإجهاض؟
تحدث حوالي 80% من حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أي في الأسابيع من 0 إلى 13 أسبوع. فيما تحدث حالات الإجهاض بعد هذا الوقت بشكل أقل وتشير تقارير March of Dimes إلى أن معدل الإجهاض يتراوح بين 1 إلى 5 بالمائة فقط في الأشهر الثلاثة الثانية.
هل يمكن أن يحدث الإجهاض بدون نزيف؟
تتسائل العديد من السيدات ممن يرغبن في الاطمئنان على حملهن حول هل يمكن أن يحدث الإجهاض بدون نزيف؟ في الغالبية العظمى من الحالات يحدث النزيف كمؤشر أو علامة أولية على حدوث الإجهاض ولكن هذا لا يمنع أنه في بعض الحالات قد يحدث الإجهاض بدون نزيف أو قد يتأخر النزيف قليلا ويظهر أولا الأعراض الأخرى للإجهاض والتي سبق أن أشرنا إليها في الفقرة السابقة.
ما الفرق بين الإجهاض والإسقاط؟
يختلط الأمر لدى الكثير حول الفرق بين الإجهاض والإسقاط،
فالإجهاض هو
فقدان الحمل عن غير قصد وهو حدث غير طوعي وغير مخطط له،
أما الإسقاط فهو
تعمد فقدان الحمل ونزول الجنين وهو اختيار متعمد تتخذه المرأة لإنهاء حملها، ويمكن أن يتأثر هذا القرار بعوامل مختلفة مثل الظروف صحية.
ما هو الفرق بين الإجهاض والإجهاض التلقائي و أسبابة والوقاية منة ؟
الإجهاض التلقائي
هو أحد أنواع الإجهاض وهو الإجهاض يحدث من تلقاء نفسه دون تقصير من الأم أو تدخل من الطبيب وسُمِّي الإجهاض التلقائي لأنه يعتبر النهاية غير المتوقعة للحمل في أول 20 أسبوعًا من الحمل، وهنا يجدر الإشارة بأن تسميته "الإجهاض" أو "الإجهاض التلقائي" لا تعني أنك ارتكبت خطأً في الحمل أدى إلى فقدانه، فمعظم حالات الإجهاض تكون خارجة عن سيطرتك وتحدث لأن الجنين يتوقف عن النمو.
أما عن طرق الوقاية من الإجهاض
فمن غير الممكن منع الإجهاض ومع ذلك فإن العناية بجسمك هي أفضل ما يمكنك فعله للإحتفاظ بالحمل، و تتضمن بعض الأمثلة على طرق العناية بنفسك ما يلي:
- حضور جميع مواعيد المتابعة مع طبيبك الخاص قبل الولادة.
- الحفاظ على وزن صحي ومثالي.
- تجنب عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإجهاض مثل شرب الكحول والتدخين.
- تناول فيتامينات ما قبل الولادة.